لواعج جرذ متسول
((وأسمع شيئاً يقلب .. الجرذ يعبث بأشيائي فيقلبها .. ترى لو وضعت له قطعة جبن أيمكن أن يقترب قليلاً .. أيمكن تذليله؟ لو ربّت على رأسه أينظر إليّ بحنان وامتنان مرة ؟.))
ربما أعلم ما ستقولين.. وأي شعور سأخرج به وأنا أودعك.. وأعلم أني سأرحل بعدك حزيناً، بعيداً وأنا أحلم بضحكتك تهطل عليّ مثل المطر.. لتمتص حزني.. ألمي.. غربتي.. سأرحل بعد أن أرمقك بكل الحنان والأمتنان كما أفعل دائماً فأنتِ في عينيا الأم الحنون.
غداً سأحني رأسي مفتقداً روحك، كنت ألمحك في كل الأمكنة المحببة، غرفة المطبخ.. المخزن الخاوي..و الحوض حيث تلك الصابونة شهية الرائحة.
لا أحد يشبهك في غيابك.. لا أحد يشبهك في حضورك إلا أنتِ.
غداً سأعود لأفتش في كل الكتب.. في كل الصور.. وأبحث بين كومة الثياب الكبيرة لأحاول تعريفك.. تصنيفك.. تصويرك.. سأفشل حتماً.. لايمكن تصنيفك.. تصويرك.. فأنتِ لست كباقي البشر.. أنتِ زهرة خرافية.. والجرذان لا تقرض الزهور.
أن أكثر ما أعلمه أنه في قلبي ما زلت أحتفظ بصورتك.. في قلبي ما زال داركِ مفتوحاً وعامراً بالود والألفة والوفاء - كالأيام الخوالي- ولا زلت أجوس فيه منذ الأمس أبحث عن قطعة الجبن تلك التي حلمت بها ذات يوم.. حلمت أنكِ تقدمين لي قطعة كبيرة من الجبن، أنا أنتظر قدومك سيدتي في أية لحظة.. من دونك سيبقى المنزل مهجوراً.
((الجرذ ما زال في المنزل .. يدور فيه حراً.. ترى لو تركت له قطعة جبن أيذكرني بعد الرحيل؟))